الأحد، 21 ديسمبر 2008
حركة في صورة من لطيف تليد الفوائد :
الخميس، 18 ديسمبر 2008
رسالة علمية أصيلة في نقض الانحراف والشغب الفكري بجمبع أطيافه ..
وإليكم شيئا من مقدمة الرسالة القيمة ..
----------------------------
التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين - دراسة أصولية فكرية معاصرةرسالة ماجستير
ابراهيم محمد طه بويداين
أعضاء لجنة المناقشة
1. الدكتور حسام الدين عفانة رئيساً ومشرفاً
2. الدكتور حسين الترتوري منافشاً خارجياً
3. الدكتور محمد عساف مناقشاً داخلياًقدمت هذه الرسالة استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة
ملخص البحث :
والله الهادي والموفق للسداد والصواب
الأربعاء، 17 ديسمبر 2008
بمناسبة ضرب دبليو لوش بدبليو شوز ( حديث بستان ليس إلا )
لقد كانت رسالته تحمل خبرا عن بيان صادر من منتظر الزيدي ( قاذف دبليو بوش بـدبليو شوز) ، جاء فيه - بحسب الخبر - أن سبب عدم إصابة رأس الشرّ الأمريكي هو استعمال الجزمة ! بينما كان المناسب هو ( النعل الزبيرية ) التي عرفت بقوة تصويبها لأنواع الأوزاغ على أعتق الجدران الطينية ! ولأي كائن ينتمي لفصيلة الفويسقات !
ولم أجد بدا من الرد على هذا الأخ ، فبعثت له رسالة هاتفية تفيد بأن استعمال السلاح المشار إليه ، قد يُفقد دبليو بوش - أو دبليو شوز ( كما عبّر بعض العراقيين ) - القدرة على التعرف على رقم النعل ؛ لأنها صناعة يدوية تكون خالية من أي رقم في الغالب !!
وأما من حيث ترجيح استمعال الزبيرية في ضرب المجرمين ، فإنها نعال ، والضرب بالنعال للمجرم له أصل في الشريعة ، عند أهل العلم كما سيأتي .. ثم إن مجال التشفي والانتقام والدفاع عن النفس إلخ .. يختلف عن مجال الحرب المتكافئة وأخلاق الفارس المسلم فيها ..
هذه حادثة قصدت منها التوطئة لتذكير بعض الإخوة والأخوات في المجموعة بأن خصمنا هو ( دبليو شوز ) ومن يدافع عنه ممن يصفقون له ، وليس بعض زملائنا في المجموعة ممن يعلنون بغضه وعداوته كزميلنا في المجموعة الأديب الأريب أبي عبد الله ... من يعرف أبا عبد الله عن قرب ، كما أعرفه ، لا يكاد يشك ، أنه بريء من المحتل براءة الذئب من دم يوسف عليه اصلاة والسلام ، وبريء من بوش وزمرته برءاة المتأمرك من أمته .. ومن يعرف هدوء أبي عبد الله لا يشك أن ما جرى منه نوع من التهدئة المبنية على نظر ما ! ليس إلا .. ومن يعرف لطفه ومشاعره المرهفة لا يشك أنه لا يستحق شيئا من القسوة المرفوضة التي تفجّرت بها العزّة المحمودة من بعض أحبتنا ..
والحق على أبي أسامة الذي لم يجمعنا - شركاء المجموعة التي يديرها - يوما على مائدة واحدة حتى يعرف بعضنا بعضا عن قرب !!
أكاد أجزم أنه لم يغب عن أبي عبد الله - وهو صاحب العناية بكتب السنة - ما جاء من أبواب في كتب أهل العلم ، من مثل : باب : ما جاء في الضرب بالجريد والنعال ! وهي أبواب عقدت في ضرب بعض المجَرَّمين من أهل الإسلام ! ومن ذلك ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ قَالَ اضْرِبُوهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ أَخْزَاكَ اللَّهُ قَالَ لَا تَقُولُوا هَكَذَا لَا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ .
لكن ربما غاب عن أبي عبد الله .. رأي الشافعي في المتأمركين ، عفوا في المتكلمين ، وهي العبارة المشهورة في كتب العقائد ، التي يقول فيها : " حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ، ويطاف بهم في الأسواق ، ويقال: هذا جزاء من خالف الكتاب والسنة " .. فكيف بضرب منتظر ممثل الأمريكيين المحافظين الجدد لشخص أمامه ، محارب بالنسبة له ولقومه ، ولم يعاهده هو ولا ولي أمر له ، تصح ولايته !
ولقد سررت والله بعبارات بعض الإخوة والأخوات التي ظهر فيها التشفي من الزنيم الأمريكي دبيلو شوز .. ولا حرج أن يتشفى مؤمن من كافر ظالم ( ويشف صدور قوم مؤمنين ) ..
وعقبال شوز آخر لزنيم آخر .. ونعال أخرى لمتعالٍ آخر ..
الجمعة، 14 نوفمبر 2008
قصة مداخلتي في ندوة الأسرة والتحديات المعاصرة !
ثم أخذت في ذكر بعض النقاط ، منها :
- مساهمة الإعلام في إيجاد مشكلات أسرية لم تكن ، ثم مهاجمته للمجتمع من خلالها ، وتضخيمه للكثير من القضايا ..
الأحد، 2 نوفمبر 2008
خبر وتعليق بشأن الجمعية السعودية للعلوم السياسية
الجزيرة - معن الغضية / تصوير - مشعل القدير:
------------------
حيث كنت أحد المشاركين في إشهار هذه الجمعية مع بعض أحبتنا .. آملين أن تكون بوابة خير لتأكيد أصالتنا ، وتطوير معاصرتنا .. فإنني أكتب بعض ما نفثه الفؤاد ..
أظن أن الجمعية السعودية بهذا المجلس الذي تم انتخابه في عملية انتخابية نزيهة - تكون قد حافظت على سعودتها الإسلامية فكريا ، أي في إطار الإسلام عقيدة وشريعة ؛ حيث فاز بعضوية مجلس إدارتها ثلة من الأخيار الأحرار ، الذين يعرفون قدر دينهم ، ويدركون عمق شريعة ربهم ، ويحرصون على وطنهم ، ويعرفون حق أمتهم ؛ فجميع من عنيت ، ممن لهم عناية بالسياسة الشرعية . وقد رشحت ستة من هؤلاء ، منهم رئيس الجمعية د. محمد مفتي وفقه الله ! وهو ممن لهم جهود مشكورة في تأصيل العلوم السياسية تأصيلا شرعيا ..
وقد كان حضور السياسة الشرعية مهما في جمعية كهذه يفترض أن تنهض بوظيفتها في ترسيخ معنى السياسة الشرعية كحاكم على السياسات الوضعية ..
وهذا التجاهل في نظري يُعد حركة غير لائقة بأي حال ؛ وربما يمكن وصفها بأنها حركة غبية ، وهي على كل حال تكشف أمرين مهمين أو أحدهما :
الأول : الجهل بعلم السياسة الشرعية ، وشموله للعلوم السياسية بوصفه علما يدرس العلوم السياسة كأدوات وتجارِب يمكن الإفادة منها في بناء السياسة الشرعية بناء يتمتع بأصالة المضمون وعصرانية الوسائل والآليات .. ويدرسها كمسائل تتطلب أحكاما شرعية في ظل المرجعية الشرعية الإسلامية العليا ..
ومن هنا يجب أن يكون من المخجل ، مما ينبغي علمه لمن استمرأ هذا التصرف : أن السياسة الشرعية منصوص عليها نصاً صريحا في النظام الأساسي للحكم ، وبصفة هذه الجمعية جمعية سعودية ، كان من الواجب أن يلحظ العاملون في تنظيمها قبل إشهارها والعاملون فيها بعد الإشهار - ذلك ، وأن يولوه عناية فائقة ..
الثاني : وجود أدلجة فكرية خاصة لدى من فكر هذا التفكير ودعمه ، ووجود فكر إقصائي لا يلتزم بأدنى المعايير الوطنية لجمعية وطنية . وعليه تكون هذه الأدلجة قد وصلت إلى درجة تجاهل المجتمع والأمة ؛ بتجاهلها لمكونات الوطن الرئيسة ..
ومما ينبغي أن يدركه هؤلاء ، أن جامعة هارفارد تعترف بعلم السياسة الشرعية علما مستقلا ، ليس له مصطلح آخر ، فهو هو : السياسة الشرعية . فلا يمكن تصنيفه في غير السياسة ! فليكونوا مثل الهارفارديين الأصليين على أقل تقدير ..
وعلى كل حال / فلا يصح إلا الصحيح .. ويبقى التوفيق بإذن الله حليفا لمن يعمل لله بتوفيق الله ..
ونسأل الله تعالى التوفيق لأحبتنا في هذه الجمعية ، ونتمنى أن تكون رابطة خير وتوفيق لجميع المتخصصين في السياسة الشرعية وما يندرج تحتها من أو يخدمها من العلوم السياسية ..
من خصائص رواد الصحوة الأوائل من خلال شخصية أحدهم ..
الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله .. شخصية فريدة .. وقناة مستقلة .. كانت تبث في أشد الأحوال ، بل وفي أصعب الظروف تحت القصف .. فربما ودّع جمهوره قبل أن ينزل من منبره !! إنه هم الرسالة .. وصدق الإيمان .. والثقة في المبدأ .. والشعور بالمسؤولية .. فالتدين والبذل للدين ليس في أحوال دون أحوال ، بل في كل حال بما يناسبها .. وحينئذ لا تجدي محاولات المساومة .. ولا إغراءات المادة .. ولا تأوّلات التراجع .. نسأل الله تعالى أن يثبت أولياءه ، فما أروع خاتمة الرجل ، إذ استجاب الله دعاءه فقبضه إليه وهو ساجد ! نسأل الله تعالى أن يكتب له ثواب المتقين ..
رحمه الله .. رحمه الله ..
لقد كان قناة بكل تجهيزاتها وعدتها .. حين لم تكن للصحوة قناة في مثل خصائصها ، إلا ما شاء ربك ..
( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا ، وكلا وعد الله الحسنى )
لقد كان رحمه الله قناة عالمية لكنها لم تكن تبث على الهواء مباشرة إلا في مسجده الذي يحتشد فيه المسلمون ، ويردفهم في الحضور الأقباط !! نعم لم يكونوا يدخلون المسجد ، لكنهم كاوا يطلون من شرفات شققهم السكنية ، ويقفون في أقرب نقطة بعد صفوف المسلمين إن أمكنهم .. حتى في سياراتهم إن لزم الأمر ..
أما بثها في عموم القاهرة فربما أخذ ساعات ، وأما بثها لبقية الديار المصرية فربما لا تحتاج لأكثر من مدة أقرب رحلة تنطلق إلى حيث تصل ..
وأما بثها خارج حدود مصر ، فتختلف من بلد إلى آخر ، ولكنها قد لا تزيد عن أسبوع في بعض البلاد مع ضعف المواصلات والاتصاللات ، لكنها شدة الطلب ..
ومن لم يصله البث يصله الخبر ، ويتداوله الناس في المحافل والمجالس ..
قناة من غير مقدم ولا مذيع ولا تحتاج إلى فواصل للتواصل ..
فهل نتذكر أولئك المحتسبين الذين لم يكونوا يقبضون درهما ولا دينارا في سبيل الدعوة إلى الله تعالى ؟!
وهذا مقطع فيه قصته مع نصراني أمريكي أتى ليناظره فعاد إلى أمريكا مسلما :
http://www.isyoutube.com/musicvideo.php?vid=f25e13a2c
وهذه مجموعة من المرئيات والمسموعات القصيرة للشيخ رحمه الله :
http://www.isyoutube.com/category.php?cat=ShikKishk&page=1
السبت، 1 نوفمبر 2008
كنت أجالسه كثيرا وإن لم أقابله إلا مرّة ! رحمة الله عليه !
" ممّا وقع لي في بغداد تلك السنة (1939) أنني دخلت في فرقة الملاكمة فتعلّمت من هذا المدرّب الألماني وقفة الاستعداد وأنواع اللكمات: المستقيمة الأمامية والمنحنية الجانبية والقصيرة الصاعدة. والقاعدة عندهم أن يستعمل المبتدئ في بداية التدريب يده اليسرى وحدها، حتّى إن من المدربين من يربط اليمنى حتّى لا يستعملها.
الأربعاء، 22 أكتوبر 2008
فائدة أندلسية : لماذا زيدون ؟ وخلدون ؟ وماذا صنع حفصون ؟
فائدة أندلسية :
قلت : ولا زال استعمال ( اون ) في أواخر الكلمات موجودا في لغة الإسبان إلى اليوم ! وربما أضافوا تاء التأنيث العربية ونطقوها هاء وقفا ووصلا .
ومن ظريف لغة القوم أن من استمع إلى نطق بعض أهالي الأقاليم الأندلسية ، وجدهم ينطقون الثاء محل السين أو الشين ، كقول بعضهم : برثلونة وقول آخرين برسلونة ، يعنون : برشلونة ؛ و سفليا مكان إشبيلية مثلا .
ذكرني حارب بالطنطاوي وزكي و ( ألحان السماء ) و ( تاكسي ) ..
وحيث إنها قيمة ، تستحق مزيدا من الانتشار ، فقد رأيت أن أضيفها هنا ، مع تعليق بعثت أصله لصاحب الفضل الأول في بعثها لنا ..
---------------
أدباء أم بلهاء
--------
قلت : حقا إنها لمقالة قيمة ! ما أروع الصراحة والوضوح ..
مقالة تعبر عن رأي شريحة كبيرة من القراء الذين لا يجدون فيما يكتبه أدعياء الأدب غير قلة الأدب ! أو كما وصفه ياسر : أدب الرذيلة والإلحاد !
من المشكل : أن رؤوسا من هؤلاء ليسوا سوى حيارى يتيهون في التعبير عن الملذات هروبا من مواجهة الحقائق !
رحم الله أيام الزيات ، وأرسلان ، وأحمد تيمور .. ومحمود شاكر ... إلخ ..
مهما اختلف القاريء مع الأديب الحقيقي فإنه يكن له تقديرا واحتراما ، وإن من قبيل الاحترام المتبادل .. فكم تشدني كتابات زكي مبارك الأدبية ، وكم أجد من توصيف للمشكلات وإحصائيات في كتابات ما يكل مور وإن كانت من النوع الساخر ! وكم يستهويني وضوح محمود السعدني وأسلوبه الساخر ، وإن في كتابه الذي قدمه له الشيخ متولي الشعراوي : ( ألحان السماء ) ! أو حتى حواديت المشاوير ( تاكسي ) لخالد الخميسي ..
ورحم الله أيام فقيه الأدباء وأديب الفقهاء ذي القلم المعبر ، والعبارة الصادقة ، والمكاشفة الحقيقية حتى للذات ، أعني العلامة علي الطنطاوي عليه رحمة الله ! أديب يُضحك ويبكي ، ويهذب ويؤدب ، ويحزن ويفرح !
أدب بمعنى الكلمة ، لا قلة أدب بمعنى الكلمة ..
أعجبتني مقارنة ياسر بين صنيع قليلي الأدب أو فاقديه في عالمنا العربي ، وصنيع أدباء الإفرنج ، ذلك الأدب الذي يحمل هم أمة تبكي مجدا ، لتعيده ، أو تسعى في صنع آخر من جديد !
يقول العلامة الطنطاوي : الأدب إنما هو لخدمة الدين والوطن والأخلاق ، فإن خلا من أي من هذه ، فهو هذرلا قيمة له !
لقد كان هذا جوابه الحاسم لمعركته مع أستاذه الشاعر شفيق جبري ، التي كانت بعنوان : هل يكون الأدب للأدب أم يكون للحياة ؟!
رحم الله أبا بنان ، فلقد ذهب ولم ير كثيرا من الهذر الذي يسمى : روايات وربما قدم لها بعض أصحاب الوزارات !
الجمعة، 10 أكتوبر 2008
حول استضافة الأستاذ عمرو خالد لي ؟
س/ استضافة الأستاذ عمرو خالد لكم في برنامجه ما قصة الاستضافة ؟
ج/ ليس ثمة قصة بالمعنى الذي قد يُفهم من مدلول القصة ..
س / ولماذا التركيز على الإمام احمد في الحديث ؟
ج / هل تعني أن الإمام أحمد حظي بحلقتي استضافة ، بخلاف بقية الأئمة ؟ فمن تابعوا البرنامج يعلمون أن الإمام أحمد رحمه الله جاء في الحلقات الأخيرة من البرنامج في تسلسل عادي ، بحكم كونه آخر الأئمة الأربعة من الناحية التاريخية ، فبعد الانتهاء من الإمام أبي حنيفة ومالك والشافعي جاء الحديث عن الإمام أحمد رحمهم الله جميعا .
س / هل صحيح ما قيل إن عمرو خالد قال لكم لقد غيرتم نظرتي عن الحنابلة أم هذا كلام لا صحة له ؟
ج/ كان للقاء الأستاذ عمرو بسماحة شيخنا مفتي عام المملكة أثرا حسنا ، وقد حدثني الأستاذ عمرو بذلك أكثر من مرة وأشار إليه في إحدى الحلقات ، وربما كان لتعامله المباشر مع بعض المتتلمذين على أصول المدرسة الحنبلية ، وعنايته الخاصة بالقراءة عن شخصية الإمام أحمد رحمه الله أثر ظاهر في تأثره بحياة الإمام أحمد الخاصة ، وهو ما لحظه بعض متابعي البرنامج ، والأستاذ عمرو كان يحضِّر للموضوع ووقوفه على مسائل عديدة من فقه التيسير المستند إلى يسر الشريعة نصوصها وقواعدها ، وقد أخبرني بإعجابه بشخصية الإمام أحمد أكثر من مرة ، وبسعة الفقه الحنبلي عكس ما هو شائع عنه هذا الفقه من سوء فهم ، وكنت أعرف ذلك من حرص الأخ عمرو على جمع المصادر والمراجع ، وسؤاله عن بعض المصادر ومدى مصداقيتها التاريخية وأهميتها في استخلاص الفوائد التربوية ونحو ذلك ، ورأيت أثر قراءته في بعض كتبه الخاصة من خلال تعليقاته وتعليمه بالقلم والفواصل على مواطن معينة منها .
س / كيف وجدتم أصداء اللقاء داخليا ( سعوديا ) فقط لان التقييم هنا هو الأصعب حول اللقاء ؟
ج / هذا سؤال مهنة يا أبا ياسر !
وأقول : أصداء ذلك مما بلغني – على الأقل - حسنة جدا ، بل كانت من النفع فوق ما كنت أتوقع بكثير ولله الحمد والمنة ، ولم يردني ما يفيد خلاف ذلك إلا رسالة هاتفية واحدة ، لم أتجاهل صاحبها بل أبديت له وجهة نظري .
س / هل ستكررون التجربة في قنوات أخرى مع أمثال الأستاذ عمرو خالد ؟
شكر الله لكم
ج/ ربما يصح وصفها تجربة من جهة كونهما الأوليين بالنسبة لي مع الأستاذ عمرو خالد ، وقد سبق لي المشاركة في قنوات فضائية غير إسلامية ، مع رفضي للمشاركة في بعض القنوات التي لا تستهدف الخير من برامجها ذات الطابع الشرعي ، وقد صرحت بذلك لمن اتصل بي من مذيعيها ، وعلى كل حال فالقاعدة التي تلقيناها من سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونهج العلماء المتبعين لهديه ولا سيما من المعاصرين ، هي الدعوة إلى الله تعالى بكل وسيلة مشروعة يستطيع الداعية فيها بيان الحق وتمييزه من الباطل ، فإذا إذا فسح لأحدنا مجال لنشر الدعوة الإسلامية الأصيلة على هذا النحو ، فلا ينبغي أن يتخلف مع القدرة ، ما لم تكن هناك اعتبارات أخرى تجعل من المصلحة التريث ، وتقدير هذه الاعتبارات داخل في دائرة الاجتهاد التي لا يسوغ التثريب فيها على الغير ، ولا سيما مع اختلاف العلماء والدعاة في نظرهم للأمور التي يؤثر فيها عوامل مختلفة ، منها ما لا يكون له صلة بالتأصيل الشرعي ومن ثم تحقيق المناط في المسائل .وهذا النهج رأيناه عمليا في تصرفات علمائنا الكبار من أمثال الإمام ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وغيرهما كثير ، من تلك النماذج التي تحسن تطبيق فقه التعايش الشرعي بين أهل السنة والجماعة .. ولو سرنا سيرتهما في واقعنا وتعاملنا الدعوي لكانت النتائج فوق ما نشهده من خير ولله الحمد .
الخميس، 9 أكتوبر 2008
من ذكريات الصبا وبدايات النشأة ..
الاستفسار :
إن سمح لي الأستاذ فهد السنيدي مشكورا ، أن نبدأ بأسئلة أخف من الخفيفة فنحن نتمنى أن نتعرف على الشيخ قبل اللقاء أكثر فنود أن نعرف شيئا عن حياة الشيخ في الصبا ونشأته الأولى وحياته بعد ذلك، ودراسته النظامية ودراسته على العلماء لا سيما الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود –رحمه الله- الذي كتب عنه مقالا بعد وفاته وترقيه في مدارج العلم؟
الجواب :
أخي أبا أسامة ..
وأما طلب العلم بين يدي العلماء ، فهو الجزء الثاني من جواب سؤالكم هذا وسأقتصر فيه على ما أراه جديدا مفيدا في طرح مثل هذا الموضوع إن شاء الله تعالى .
الجزء الثاني من جواب سؤال أبي أسامة :
الحديث عن أهل الفضل والعلم الذين يُفيد منهم طالب العلم يطول ، فلكل معلمٍ مخلصٍ فضل على تلميذه ، ولا سيما من ينساهم الطالب حين يرتفع عن مستوى المراحل الابتدائية وما دونها والمتوسطة والثانوية ، بل والجامعية !!
ولا عجب فقد رأينا من ينسى فضل والديه نسأل الله العافية ، وإلا فكم لمعلمي ومعلمات تلك المراحل من فضل في تأسيس الطالب والطالبة وتوجيههما ، بل ربما كان بعضهم سببا في فيصل حياة مهم للمتتلمذ عليه وهو لا يشعر ! أو ربما لا يذكر !! وعزاؤهم أن الكريم سبحانه لا ينساهم ، ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) ، فهنيئاً لمن يُكتب أجره وأجور غيره في عزلة عن أسباب الرياء وبُعد عن مواطن الفتن .. وحسب الوفيّ أن يذكرهم فيشكرهم ، ويتذكرهم فيدعو لهم ، ولا سيما في مواطن الإجابة .وليس المجال هنا مجال ذكرٍ لهؤلاء بأعيانهم ، بقدر ما هو محاولة للاقتراب من بعضنا على نحو ما ورد في السؤال من غاية ، ولذا سأقتصر على ذكر بعض الأمور عن شيخ شيوخنا وعن شيخنا الذي ذُكِر اسمه صريحا في السؤال مع بعض الإشارات .
والدراسة في مجالس أهل العلم التي تُقصد عادة في مثل هذا السؤال ، لها جوانب مهمة قد تختفي مع أهميتها ما لم يوسع في التعبير فيقال : الإفادة من مجالسة أهل العلم ، وهي مجالسة لها صور أكتفي منها هنا بصورتين :الصورة الأولى : حضور الدروس المنتظمة للشيوخ الكبار أولاً ، مع الانتظام في حضورها ..
وقد بدأ حضوري لمجالس أهل العلم مع والدي رحمه الله ، إذ كان يحرص على مرافقتي له فيما يحضره من مجالس علمية كدروس الشيخ عبد الله بن حميد والد الشيخ صالح بن حميد حفظه الله ، تلك الدروس التي لم أدرك منها إلا شيئا يسيرا لا يتجاوز بضع جلسات أو تزيد قليلا ، بقي منها ذكريات طفولة ، كهيئة تحلّق الطلبة فيها في ساحة المسجد الخارجية ، بينما لا أعي منها – لصغر السن - علما ، إلا ما علق بالذهن من كلمات كان يرددها الشيخ بنغمة صوته الندي فأطرب لها وأرددها دون وعي بمدلولها ، وذلك حين نعود للمنزل لأكمل ما قطعه الذهاب للدرس من جولات الطفولة المرحة فيه . وكان الشيخ الذي كنت أعي كثيراً مما يقول ، هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، وهو الشيخ الذي واصلت حضور دروسه بعد ذلك بحمد الله في مدينة الرياض حتى آخر درسٍ قبيل وفاته .
و مهما قلت عن هذا الشيخ وعظيم أثره في النفوس ، فليس أدل على عمق أثره في نفسي من البوح بأنني كنت أذهب إليه في أوقات معينة – غير أوقات الدروس - في مسجده ، بغية سؤاله عن بعض ما يتجمع لدينا من أسئلة أنا وبعض الأصحاب ، حتى مرت بنا أيام كنا نذهب إليه فيها ونصلي بجانبه في روضة مسجده وليس لدينا سؤال محدد ، اللهم إلا الشوق العجيب لرؤيته ! والإفادة من سمته ، حتى شككنا في مشروعية صنيعنا ! وقد كتبت يوم وفاته مقالَ وفاءٍ قصير ، بعنوان " شمس العلماء وداعية الثقلين " نشر في حينه في بعض الصحف .ولا زلت أراجع ما دونته من تعليقاته وتقريراته على كتب الدرس ، وأسعد باحتضان مجموع فتاواه كثيرا ، وأستمع لبعض دروسه وأجوبته المسجلة بين حين وآخر ، وأنجذب لما يذاع من صوتياته في إذاعة القرآن الكريم حتى إنّه ليعسر علي إغلاقها قبل انتهاء البرنامج ، فلن تسمع إلا آية تُفسَّر أو حديثا يُبيَّن بعبارة في غاية الوضوح مع عمق الفهم .
ومن المشاريع التي بدأتها وأسأل الله تعالى أن ييسر تمامها : الفتاوى السياسية للإمام ابن باز رحمه الله .
وأنا أنصح كل محب أن يقرأ ويستمع إلى هذا الشيخ القدوة عليه رحمة الله !
وأُلخص منهجه العلمي التأصيلي - الذي أفدناه منه عن قناعة - في قصة قصيرة ذات دلالات عميقة ..
كنت أحضر بين حين وآخر جلسته العامة ضحى كل خميس ، وكانت هذه الجلسة تنتهي بأذان صلاة الظهر ، فيخرج الشيخ للمسجد وينصرف أكثر الناس ، ويخرج بعض محبي الشيخ معه للمسجد مشيا على الأقدام ، وذات مرة خرجنا مع الشيخ للمسجد ، وكان أحد كبار العلماء يمشي على يمين الشيخ فاقترب منه قائلا : وجدت مخطوطة في الفقه لأحد علماء الحنابلة ..
فسأله الشيخ : هل يعتني بالدليل ؟
ولما لم يسمع الشيخ جوابا شافيا ، بادره بالغاية من السؤال قائلاً : إن كان يعتني بالدليل وإلا مثله مثل غيره !
وأما الشيخ عبد الله بن قعود رحمه الله ، فما أدري من أين أبدأ في ذكر شيء من خبره ؟ ولعل المَخرج من ذلك أن أحيل إلى ما كتبته عنه بعيد وفاته بلحظات ، وهو المقال الذي أشرتم إليه ؛ غير أني أستطيع القول : إن دراستي وبعض الزملاء عليه كانت دراسة تخصص متميزة ، وهذا ظاهر في نوعية الكتب التي أتممنا قراءتها عليه ، وقد ذكرت أهمهما في المقال آنف الذكر .ومن أعظم الفوائد المنهجية التي أفدناها من هذا الشيخ الجليل ، أن ثمة فارقا كبيرا بين النظر المجرد في العلميات ، والتطبيق الصحيح لها على الواقعات .
وأُلخِّص هذه الفائدة الجليلة بذكر قصة حكاها لنا عن الإمام ابن باز ، وذلك في كلامه عن التفريق بين التنظير المجرد والتطبيق العملي الذي يحتف به ما يخرجه من الانضواء تحت التنظير ، وأن هذا سبب لكثير من الاستشكالات عند من لا يفطن لذلك من طلبة العلم ..
يقول فيها رحمه الله : كنت أقرأ ان الشيخ ابن باز من كلام ابن القيم في مدارج السالكين ، وطلب مني أن أقرأ بعض تعليقات الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله ، يقول الشيخ عبد الله ، فكان الشيخ ابن باز رحمه الله يقول - وهو يضحك - : رحم الله الشيخ الفقي لو تولّى القضاء ما قال هذا الكلام !
والصورة الثانية : الرحلة إلى أهل العلم والاتصال بهم ولا سيما مع تعدد وسائل الانتقال والاتصال ، والحرص على لقيا الكبار منهم ؛ وهذا أمر يغفل عنه كثير من طلبة العلم مع أهميته في الموازنة الشرعية بين التأصيل الشرعي والمنهجيات المتبعة في تطبيقه في الحياة المعاصرة .. كما أنَّ من فوائده وقوف طالب العلم بنفسه – من غير وسيط - على حقائق الآخرين الخيِّرة ، بعيدا عن التصورات الغاوية أو التصنيفات المُغرضة ، كما يُسهم في الخروج من النظرة الإقليمية وتأثيرها على التحصيل والتأصيل الشرعي ، تلك النظرة التي يظهر أثرها في الفتاوى على نحو يفقدها وصف الشرعية أحيانا . وهو الأمر الذي تجلت فائدته أكثر وأكثر في المجامع الفقهية والمؤتمرات الإسلامية ؛ كما يتجلى أثره النافع في مواقف العلماء الكبار ممن لهم مخالطة مشهودة لأهل العلم ورجال الدعوة من أهل الأمصار الأخرى ؛ ولا غرابة أن شهدنا بأعيننا تلازم سعة الأفق وسعة العلم في علماء من أمثال شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز وشيخنا عبد الله بن حسن بن قعود رحمهما الله تعالى .
وهذه السعة لا زلنا نشهد فوائدها من سير علمائنا الحاليين من أمثال شيخنا عبد العزيز آل الشيخ سماحة مفتي عام المملكة ، الذي شهدت كثيرا من لقاءاته بالعلماء الأجلاء والدعاة الفضلاء من داخل المملكة وخارجها ، ومن العرب والعجم ، وهو مما حملني على كتابة وصف لمنهجه – سلمه الله - في التعامل مع الآخرين من الموافقين والمخالفين ، أضفتها مقدمةً لمقالات كتبتها في قراءة لخطبة عرفة قبل عامين ، وذلك بعد أن أشار إلي بعض الأفاضل بكتابتها ، فرأيت نشرها نافعاً مفيداً للقراء ولا سيما أحبتنا الشباب وإخواننا طلبة العلم الذين ربما غلّبوا السمع على المشاهدة .. وقد نشرت في النسخة الثانية من المقال ، وذلك في ملحق الرسالة من جريدة المدينة التي كان يشرف عليها الإعلامي المعروف د.عبد العزيز قاسم أعاده الله إلى الإعلام وزاده عزة وثباتا على المبدأ .
وقد قابلت بحمد الله كثير من أهل العلم والفضل من علماء كثير من الأقطار الإسلامية وغيرها ، ومن أصول عربية وعجمية ، وأفدت منهم كثيرا ، بل جعلت بعضهم مرجعاً في المسائل التي أجد لهم فيها تميزاً بمزيد فقه ومعايشة واقع ، أتصل بهم أو يتصلون بي فأفيد منهم في تحقيق بعض المسائل و فهم بعض الوقائع ؛ فشعرت باقترابي من روح الشريعة أكثر من ذي قبل ، وأدركت من معاني قول الله تعالى ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) ما جعلني أقرَب إلى تدبر معاني قول الله تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) !
والحديث في هذا يطول ، ولكن وددت الإشارة إليه في هذه المناسبة ، وربما كان في جواب الأسئلة التالية - إن شاء الله تعالى - ما يضيف شيئا لهذا الجانب .
( المصدر : استضافة منتدى ساعة حوار )
لماذا المدونة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ..
فثمة موضوعات يحسن ذكرها لمن يكثر سؤالهم عنها ، وحفظها لمن يكتبها لأن جوابها ما كان ليكون في الغالب لولا السؤال عنها ..
وثمة رؤى وأفكار وذكريات لا تخلو من فائدة ، يحسن بمن يدون شيئا منها أن يحتفظ به ، وأن ينشر ما يرى في نشره فائدة لمتابع ، أو راغب في اطلاع ، أو محب يود مزيدا من التفاصيل التي تشبع رغبة أخوية أو ميولا لقراءة المذكرات الشخصية ، لما قد تحويه من معلومات أو رسائل غير مباشرة ..
وما كنت أجد رغبة في نشر شيء من ذلك لولا بعض المواقف والقراءات التي رجّحت عدم إغفال هذا الجانب ، وسأذكر مزيد بيان لأهمية هذه القضية في طيات الصفحات التالية إن شاء الله تعالى .
من هنا وبعد تأكيد عدد من الإخوة الفضلاء والزملاء الكرام على أهمية إنشاء مدونة خاصة ، تم تحقيق ذلك من بإنشاء هذه المدونة ، راجيا أن تكون مذكرة ومفكرة أضع فيها ما أراه مناسبا ، والله تعالى أسأل التوفيق والسداد .
أما الموضوعات العلمية ، والمقالات الفكرية ، والأجوبة الشرعية ، فهي موجودة في صفحتي على صيد الفوائد ، على هذا الرابط :
http://www.saaid.net/Doat/otibi/index.htm
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
كتبه / أبو معاذ سعد بن مطر المرشدي
أرشيف المدونة الرقمية
-
▼
2008
(15)
-
◄
أكتوبر
(8)
- فائدة أندلسية : لماذا زيدون ؟ وخلدون ؟ وماذا صنع ح...
- ذكرني حارب بالطنطاوي وزكي و ( ألحان السماء ) و ( ت...
- أبو معاذ سعد بن مطر المرشدي: من ذكريات الصبا وبداي...
- أبو معاذ سعد بن مطر المرشدي: لماذا المدونة ؟
- حول استضافة الأستاذ عمرو خالد لي ؟
- أبو معاذ سعد بن مطر المرشدي: لماذا المدونة ؟
- من ذكريات الصبا وبدايات النشأة ..
- لماذا المدونة ؟
-
◄
أكتوبر
(8)