الأحد، 21 ديسمبر 2008

حركة في صورة من لطيف تليد الفوائد :

من إرشيف ( لطائف الفوائد ) الخاصة :



هذه الحركة أو قريبا منها على الأقل تني التأييد والاستحسان لقول أو فعل أو لتصرف ما .. وقد اشتهرت عن الأجانب ، حتى ارتبطت بما يصاحبها من قولهم (فري قود very good) .. لكن رجال الجرح والتعديل ( علم البحث في رجال الأسانيد والمرويات ، وهو من خصائص أمتنا ) ، وصفوها أومثلها عن الإمام أحمد رحمه الله ، في تقييمه لرواية المحدث المشهور محمد بن إسحاق ، والتفريق بين روايته للمغازي وروايته لأحاديث الأحكام من الحلال والحرام عنده ..
والفرق بين رواية أخبار المغازي وأحاديث الأحكام معلوم عند علماء الإسلام ؛ فإنَّ للتخصص أثرا في الرواية عندهم في ذلك ، فيقبل من رواة السير والمغازي المهتمين بها فيها ، ما لا يقبل منهم في أحاديث الأحكام ، فالواقدي مثلا متروك في الحديث بينما هو إمام في المغازي ، وهكذ الشأن في القراء الذين يتلقون التلاوة ، وينقلونها كما تلقوها ، فقد لا تقبل رواية بعضهم للحديث لعدم علمه بالأسانيد وعلل المرويات ، وموضوعات الجرح والتعديل وإن كان ثقة ثبتا فيما ينقله مما تلقاه عن شيخه في القراءة ، التي تعتمد التواتر في التلقي دون الاكتفاء بالرواية بالإسناد ..
أدعكم مع وصف تلك الحركة في تاريخ يحي بن معين رحمه الله نق عن الإمام أحمد ، فقد جاء في تاريخ ابن معين : سمعت العباس يقول سمعت أحمد بن حنبل وسئل وهو على باب أبى النضر هاشم بن القاسم فقيل له يا أبا عبد الله ما تقول في موسى بن عبيدة الربذي وفى محمد بن إسحاق فقال أما محمد بن إسحاق فهو رجل تكتب عنه هذه الأحاديث كأنه يعنى المغازي ونحوها وأما موسى بن عبيدة فلم يكن به بأس ولكنه حدث بأحاديث مناكير عن عبد الله بن دينار عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم فأما إذا جاء الحلال والحرام أردنا قوما هكذا وقبض أبو الفضل على أصابع يديه الأربع من كل يد ولم يضم الإبهام وأرانا أبو الفضل يديه وأرانا أبو العباس .أه
ـوقال في موضع آخر : سمعت عباسا يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول وهو على باب أبى النضر وسأله رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول في محمد بن إسحاق وموسى بن عبيدة الربذي فقال أما موسى بن عبيدة فكان رجلا صالحا حدث بأحاديث مناكير وأما محمد بن إسحاق فيكتب عنه هذه الأحاديث يعنى المغازي ونحوها فإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوما هكذا قال أحمد بن حنبل بيده وصم يديه وأقام أصابعه الإبهامين أ هـ .
فهل يا ترى تعد هذه الحركة من الحركات الوافدة ، أو المشتركة ، أو المنقولة عنا ثم المجلوبة إلينا كبعض الأنظمة والقوانين والطروحات الإسلامية ؟!ربما لو علم بعض المنهزمين - التابعين المقلدين للأجانب - بأصولها الإسلامية لهجرها إمعانا في البراءة من الأمة والتبعية للأجنبي !!

الخميس، 18 ديسمبر 2008

رسالة علمية أصيلة في نقض الانحراف والشغب الفكري بجمبع أطيافه ..

كم في جامعاتنا من كنوز علمية ذات نظر فكري شرعي مؤصَّل ، يكشف زيف كثير من الطروحات الزائفة التي تتعالى بها أصوات أدعياء الفكر الإسلامي فضلا عن غيرهم من الزنادقة والملحدين .. ولقد مررت على هذا الرسالة وأنا أعد مقالا لمجلة ( التجديد الثقافي ) حول أهمية الفكر لطالب العلم الشرعي ، خلافا لما شاع عن بعضهم من التقليل من شأنه ..
وإليكم شيئا من مقدمة الرسالة القيمة ..

----------------------------
جامعة القدس الدراسات العليا ـ قسم الدراسات الإسلامية

التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين - دراسة أصولية فكرية معاصرةرسالة ماجستير
مقدمة من الطالب
ابراهيم محمد طه بويداين

أعضاء لجنة المناقشة
1. الدكتور حسام الدين عفانة رئيساً ومشرفاً
2. الدكتور حسين الترتوري منافشاً خارجياً
3. الدكتور محمد عساف مناقشاً داخلياًقدمت هذه الرسالة استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة

ملخص البحث :
تكمن أهمية البحث في انه يعالج أهم قضية في تاريخ الفكر الإسلامي قديما وحديثا، ألا وهي العلاقة بين العقل والنقل، ودور العقل في فهم النص الشرعي، وهي القضية التي لا تزال مطروحة للسجال والمناقشة منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا.ويمثل التأويل أخطر وأهم السبل في التعاطي مع النص الشرعي، إذ ضل بسبب الإفراط فيه خلق كثير وفرق يصعب حصرها. بدءً من الخوارج والمعتزلة والشيعة والمرجئة والباطنية وصولا إلى مدارس الحداثة والمعاصرة في العصر الحاضر.والتأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره الراجح إلى معنى مرجوح لوجود دليل مقتض لذلك، فهو خلاف الأصل، إذ الأصل الأخذ بظاهر اللفظ " النص" حسبما يدل عليه لسان العرب.ويكون إما تخصيصا للعام أو تقييدا للمطلق، أو صرفا للفظ من الحقيقة إلى المجاز وللأمر من الوجوب إلى الندب أو الإرشاد، وللنهي من الحرمة إلى الكراهة... الخ.وكل نوع منها قد يكون قريبا أو بعيدا بحسب قوة دليل التأويل وضعفه. وبينت فيه أن التأويل – بإجماع أهل العلم لا بد له من شروط حتى يكون سائغا مقبولا أهمها: أن يكون اللفظ – النص – المراد تأويله قابلا للتأويل أصلا، بان يكون محتملا لعدة معان، فإن كان اللفظ غير محتمل للتأويل، بأن كان له معنى واحد محتم، لم يجز حمله على غيره، فإن حمل كان تأويلا باطلا مردودا.ومن شرطه أن يكون المعنى المرجوح الذي يراد حمل اللفظ – النص – عليه مقبولا شرعا، بان لا يعارض نصا آخر مثله في القوة، أو يزيد عليه، ثبوتا أو دلالة.فإن كان هذا المعنى يعارض نصا، أو حكما شرعيا مثله، أو أقوى منه كان أيضا تأويلا باطلا مردودا. فما الظن إذا كان يعارض نصوصا قطعية لا تحصر، أو أحكاما شرعية ثابتة مبرمة مجمعا عليها؟.وهذا الشرط يستتبع شرطا آخر، وهو أن يقترن التأويل بدليل يقوي ويعضد هذا المعنى المرجوح على دلالة الظاهر، فإن عدم الدليل أو كان مساويا لدلالة ذلك الظاهر، أو لم يكن حجة كان تأويلا باطلا مردودا أيضا.وهذا الدليل إما أن يكون نصا من القرآن، أو السنة، أو إجماعاً، أو قياساً، علتْه منصوصة، أو قاعدة شرعية ثبتت بأدلة شرعية، أو بحكمة تشريع ظاهرة منضبطة.فإن كان تأويلا بغير دليل شرعي معتبر – شبهات وأوهام وأحاديث ضعيفة أو مقاصد وكليات متخيلة مدعاة كما هو حال معظم التأويلات المعاصرة - كان تأويلا فاسدا مردودا.ثم لا بد للمؤول أن يكون مجتهدا امتلك ناصية الاجتهاد والترجيح لأن هذا هو حقيقة التأويل، فإن عالجه من لم يحصل آلة الاجتهاد اللازمة كان باطلا أيضا، لأنه صادر من غير ذي صفة.كما وبينت أن كل الموضوعات التي ركز المعاصرون جهود التأويل، والتي عالجتها قراءة وتحليلا وردا وتفنيدا، داخلة في نطاق ما لا يجوز الاختلاف فيه أو تأويله بحال من الأحوال. أي في دائرة القطعيات المحكمات، بل المعلومة من الدين بالضرورة. ككفر اليهود والنصارى، وحجية السنة في شؤون الحياة وأمور المعاملات، وحجية الإجماع، وحرمة الردة، وبطلان مفهوم المواطنة كما هو في الوعي المعاصر، وبطلان شرعية أي نظام سياسي لا يحكم الشريعة الإسلامية في كل شؤون الحياة، وحرمة الربا بكل أصنافه، ربا الفضل، وربا الديون...الخ.كما وبينت أن الأدلة المستخدمة من قبل المؤولين لا تعدو أن تكون شبهات وأوهاما وخيالات، وأن المؤولين في غالبهم ليسوا من اهل العلم العلم الشرعي، والنظر الفقهي، فلا يجوز لهم الاجتهاد أو التأويل، وبينت أن المعاني التي استنبطوها باطلة لمناقضتها للقطعيات المحكمات.وبينت أن الحامل على التأويل لدى أولئك المؤولين هو رغبتهم الجامحة في التوفيق بين مفاهيم الإسلام، وأحكامه، وعقائده الثابتة بوحي الله، وبين ما استحدثه الفكر الغربي من مبادئ وقيم، ومفاهيم بعد الثورة الصناعية التي قامت عليها الحضارة الغربية.وبينت أن ذلك يعبر عن الانهزام النفسي والفكري الذي يربأ عنه من يعتز بعقيدته ويفاخر بشريعة ربه.وبينت أن الحامل لهم على التأويل لم يكن تحقق التعارض الأصولي الذي يستدعي الترجيح أو التأويل تخصيصا، أو تقييدا، وهو المسوغ الشرعي الوحيد للتأويل. بل كان ما ذكرت تأثراً بالثقافة الغربية وسعيا إلى تأصيل مفاهيمها أو ما يدعونه بـ" أسلمة المعرفة ".وبينت أخيرا أن تأويل قواطع الإسلام، ومحكمات نصوصه التي أجمعت عليها الأمة هو إبطال للشرع ونسخ له، وأن ذلك لا يجوز بحال، بل هو كفر بواح.
والله الهادي والموفق للسداد والصواب
-------------------
(1) البغدادي أحمد بن علي بن ثابت : شرف أصحاب الحديث، ص51، تحقيق عمر عبد المنعم سليم، وقال المحقق اسناده رجاله ثقات.
(2) انظر: القاضي الرامهرمزي حسن بن عبد الرحمن: المحدث الفاصل بين الراوي والواعي ص415.
(3) الجويني عبد الملك بن عبد الله بن يوسف : البرهان في علم أصول الفقه (1/346).
(4) ابن تيمية تقي الدين ابو العباس احمد بن عبد الحليم :مجموع الفتاوى الكبرى 13/243.
(5) الشيخ مصطفى صبري: موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين 1/46، وهو آخر شيوخ الإسلام في الدولة العثمانية ووقف مجاهدا دون هدمها. وانشغل دهرا من عمره في الرد على الانحرافات الدينية التي ظهرت في القرن السابق - بموجب الإطلاع على كتابه المذكور.

الأربعاء، 17 ديسمبر 2008

بمناسبة ضرب دبليو لوش بدبليو شوز ( حديث بستان ليس إلا )

بالأمس وردتني رسالة هاتفية من أحد الدكاترة الظرفاء ، حملت عنوانا مفزعا : عاجل ! فهرعت لقراءة الخبر الذي لا يمكن أن يرسله - وهو الجاد أحيانا - إلا لأمر داهم !
لقد كانت رسالته تحمل خبرا عن بيان صادر من منتظر الزيدي ( قاذف دبليو بوش بـدبليو شوز) ، جاء فيه - بحسب الخبر - أن سبب عدم إصابة رأس الشرّ الأمريكي هو استعمال الجزمة ! بينما كان المناسب هو ( النعل الزبيرية ) التي عرفت بقوة تصويبها لأنواع الأوزاغ على أعتق الجدران الطينية ! ولأي كائن ينتمي لفصيلة الفويسقات !

ولم أجد بدا من الرد على هذا الأخ ، فبعثت له رسالة هاتفية تفيد بأن استعمال السلاح المشار إليه ، قد يُفقد دبليو بوش - أو دبليو شوز ( كما عبّر بعض العراقيين ) - القدرة على التعرف على رقم النعل ؛ لأنها صناعة يدوية تكون خالية من أي رقم في الغالب !!

وأما من حيث ترجيح استمعال الزبيرية في ضرب المجرمين ، فإنها نعال ، والضرب بالنعال للمجرم له أصل في الشريعة ، عند أهل العلم كما سيأتي .. ثم إن مجال التشفي والانتقام والدفاع عن النفس إلخ .. يختلف عن مجال الحرب المتكافئة وأخلاق الفارس المسلم فيها ..

هذه حادثة قصدت منها التوطئة لتذكير بعض الإخوة والأخوات في المجموعة بأن خصمنا هو ( دبليو شوز ) ومن يدافع عنه ممن يصفقون له ، وليس بعض زملائنا في المجموعة ممن يعلنون بغضه وعداوته كزميلنا في المجموعة الأديب الأريب أبي عبد الله ... من يعرف أبا عبد الله عن قرب ، كما أعرفه ، لا يكاد يشك ، أنه بريء من المحتل براءة الذئب من دم يوسف عليه اصلاة والسلام ، وبريء من بوش وزمرته برءاة المتأمرك من أمته .. ومن يعرف هدوء أبي عبد الله لا يشك أن ما جرى منه نوع من التهدئة المبنية على نظر ما ! ليس إلا .. ومن يعرف لطفه ومشاعره المرهفة لا يشك أنه لا يستحق شيئا من القسوة المرفوضة التي تفجّرت بها العزّة المحمودة من بعض أحبتنا ..

والحق على أبي أسامة الذي لم يجمعنا - شركاء المجموعة التي يديرها - يوما على مائدة واحدة حتى يعرف بعضنا بعضا عن قرب !!

أكاد أجزم أنه لم يغب عن أبي عبد الله - وهو صاحب العناية بكتب السنة - ما جاء من أبواب في كتب أهل العلم ، من مثل : باب : ما جاء في الضرب بالجريد والنعال ! وهي أبواب عقدت في ضرب بعض المجَرَّمين من أهل الإسلام ! ومن ذلك ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ قَالَ اضْرِبُوهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ أَخْزَاكَ اللَّهُ قَالَ لَا تَقُولُوا هَكَذَا لَا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ .

لكن ربما غاب عن أبي عبد الله .. رأي الشافعي في المتأمركين ، عفوا في المتكلمين ، وهي العبارة المشهورة في كتب العقائد ، التي يقول فيها : " حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ، ويطاف بهم في الأسواق ، ويقال: هذا جزاء من خالف الكتاب والسنة " .. فكيف بضرب منتظر ممثل الأمريكيين المحافظين الجدد لشخص أمامه ، محارب بالنسبة له ولقومه ، ولم يعاهده هو ولا ولي أمر له ، تصح ولايته !

ولقد سررت والله بعبارات بعض الإخوة والأخوات التي ظهر فيها التشفي من الزنيم الأمريكي دبيلو شوز .. ولا حرج أن يتشفى مؤمن من كافر ظالم ( ويشف صدور قوم مؤمنين ) ..
وعقبال شوز آخر لزنيم آخر .. ونعال أخرى لمتعالٍ آخر ..