الأربعاء، 22 أكتوبر 2008

فائدة أندلسية : لماذا زيدون ؟ وخلدون ؟ وماذا صنع حفصون ؟


فائدة أندلسية :
" ما كنت أعرف ولا غيري من مدرسي الأدب في مصر يعرف كيف يغلب على الأسماء العربية في الأندلس والمغرب وجود مثل : زيدون ، وعبدون ، وعيشون ، وخلدون ، و وهبون ، وسعدون إلخوكان الظنّ أن هذه من صيغ جمع المذكر السالم ، ثم غلبت على أسماء الأفراد .ولكن اسمع ما حدثنا به المسيوكولان الأستاذ بمدرسة اللغات الشرقية في باريس :اللغة الإسبانية تضيف إلى أواخر الأسماء لفظ ( اون ) للتعظيم ، وقد نقل العرب ذلك عن الأسبان حين اتصلوا بهم في الأندلس ، فقالوا في زيد ( زيدون ) وفي وهب ( وهبون ) وفي عيش ( عيشون ) إلخ ..وقد جاء في كلام لسان الدين الخطيب عمن اسمه حفص ، ما معناه : لقد كان مكتفيا باسمه حفص ؛ فلما أيسر واستغنى تطاول واستكبر وسمى نفسه ( حفصون ) .
ومن أمثال أهل المغرب : (إن كان لك عند الكلب حاجة قل له يا سيدي كلبون )أليست حقا هذه فائدة مهمة جدا ؟وبهذه المناسبة أذكر أن الأستاذ أحمد زكي باشا كان يلقي محاضرة منذ نحو خمسة عشر عاما [قبل 1354هـ] عن عرب الأندلس ، فذكر من خصائصهم أنَّ منهم من كان يقول : ستين وعشرة في مكان السبعين ، وكأن الأستاذ يريد أن يقول : إن مرونتهم في التعبير وصلت بهم إلى مثل ما يعبر اللاتينيون .فلتعرف الآن أن عرب الأندلس لم يقولوا ستين وعشرة في مكان السبعين إلا تأثراً باللهجات اللاتينية ، أو تسهيلا للتفاهم مع الأسبان المستعربين ." .
قلت : ولا زال استعمال ( اون ) في أواخر الكلمات موجودا في لغة الإسبان إلى اليوم ! وربما أضافوا تاء التأنيث العربية ونطقوها هاء وقفا ووصلا .
ومن ظريف لغة القوم أن من استمع إلى نطق بعض أهالي الأقاليم الأندلسية ، وجدهم ينطقون الثاء محل السين أو الشين ، كقول بعضهم : برثلونة وقول آخرين برسلونة ، يعنون : برشلونة ؛ و سفليا مكان إشبيلية مثلا .
ومن الكلمات الدارجة عندهم الترحيب بكلمة ( أولا ) ، وربما كان أصلها : أهلا !
ولقد علمت من بعض أهل الشأن في اللغة الإسبانية أن بها اليوم ما يقارب الستة آلاف مفردة عربية ! فتلك بقايا لغتنا في دارٍ حكمتها الشريعة الإسلامية حقبا من الزمان ، وانطلقت منها جيوش نشر الحرية في عصور الظلام الغربي ..

ليست هناك تعليقات: